تاريخ المغرب في الفترة المعاصرة
تاريخ المغرب المعاصر
المغرب في الفترة المعاصرة
بعد وفاة الحسن الأول خلفه المولى عبد العزيز لكنه كان صغير السن، فكان الصدر الأعظم باحماد يتكفل بتدبير شؤون الدولة، حيث توفي سنة 1900 م، و هكذا بدأت أوضاع المغرب في تدهور بسبب عدم قدرة السلطان على حكم المغرب، زيادة على انغماسه في حياة الترف وشراؤه لمختلف وسائل الشهوات بأثمنة خيالية، كما شهد المغرب عدة ثورات وتمردات كتمرد بوحمارة و الريسوني مما زاد الاوضاع تأزما، الشيء الذي جعل أهل المغرب يبايعون أخيه المولى عبد الحفيظ سنة 1908 م، في هذه الفترة بدأت فرنسا تمهد لاحتلال المغرب بعقد عدة اتفاقيات سرية مع إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا، حيث قامت باحتلال وجدة و الدار البيضاء سنة 1907 م، و هكذا سيجد السلطان نفسه مضطرا لتوقيع معاهدة الحماية مع السفير الفرنسي رينيو في 30 مارس 1912 م، و جراء دالك أخدت فرنسا وسط البلاد، بينما استولت اسبانيا على الشمال و الجنوب، بينما أصبحت طنجة مدينة دولية، و تم عزل السلطان و بويع المولى يوسف سنة 1913 م، الذي شهدت فترة حكمه العديد من الاضطراب والثورات المتكررة ضد الاحتلال الفرنسي، مثل مقاومة الهيبة بسوس و الصحراء و مقاومة موحا أو حمو الزياني بالأطلس المتوسط، الذي كبد الجيش الفرنسي خسائر كبيرة في معركة الهري سنة 1914 م، و مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي بالريف ضد الاسبان، ومقاومة عسو أو باسلام بصاغرو، وتوفي السلطان المولى يوسف سنة 1927 م.
فخلفه السلطان سيدي محمد بن يوسف ( محمد الخامس )، الذي أصبح ملكا للمغرب في زمن الحماية، و الذي ساند بشدة الحركة الوطنية و شدد على استقلال و وحدة البلاد، حيث تم تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال سنة 1944م، و هكذا قامت فرنسا بإبعاده عن الحكم و نفيه الى جزيرة مدغشقر سنة 1954 م، وثم تنصيب ابن عرفة ملكا صوريا الذي رفضه الشعب المغربي بشدة بحيث انطلقت المقاومة الشعبية و العمليات الفدائية للحركة الوطنية أبرزهم محمد الزرقطوني و علال بن عبد الله، بالإضافة الى المظاهرات المطالبة بعودة محمد الخامس ( ثورة الملك و الشعب ) الذي أعادته فرنسا سنة 1955 م، و بعد مفاوضات ايكس ليبان استرجع المغرب استقلاله سنة 1956 م، و توفي الملك محمد الخامس سنة 1961 م.
و خلفه ابنه الملك الحسن الثاني الذي أكمل استرجاع باقي مناطق المغرب، حيث قام باسترجاع إقليم طرفاية سنة 1958م، وفي سنة 1969م ثم تحرير مدينة سيدي إفني، و في سنة 1975 م تم تنظيم المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية 1975 م، ثم تحرير وادي الذهب سنة 1979 م، كما بدأ في بناء الدولة المغربية العصرية، حيث وضع الدستور سنة 1962 م، وفي هذه الفترة وقعت أحداث سميت بسنوات الرصاص، و انقلاب الصخيرات و محاولة انقلاب أوفقير، كما قام الحسن الثاني بتحديث الاقتصاد، و قام ببناء أكبر مسجد في افريقيا بمدينة الدار البيضاء و الذي أطبق عليه اسمه سنة 1986 م، كما وقع على معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي سنة 1989 م، كما ترأس لجنة القدس، و توفي الملك الحسن الثاني سنة 1999 م.
تعليقات
إرسال تعليق