تاريخ المغرب في العصر الحديث - دولة العلويين
تاريخ المغرب في عهد العلويين
دولة العلويين الحاكمة بالمغرب :
يرجع أصل العلويين لمحمد النفس الزكية بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت رسول الله، إذ ظهر المولى الرشيد بتافيلالت سنة 1664 م، و بدأ في توحيد البلاد وهكذا قام بتأسيس الدولة العلوية، و بعد وفاته خلفه المولى اسماعيل الذي وحد المغرب معتمدا على جيش عبيد البخاري، كما اتخذ من مكناس عاصمة للدولة، كما قام بتحرير الثغور المحتلة، فتمكن المغاربة بقيادته من تحرير جل ثغور المتوسطية والأطلنتية، حيث تمكن من استرجاع المهدية سنة 1681م، والعرائش سنة 1685م، وأصيلا سنة 1690م، وطنجة سنة 1698م، و توفي المولى اسماعيل سنة 1727 م، فشهد المغرب فترة من الاضطرابات و الفوضى و المشاكل بسبب تنازع أبناءه على الحكم ( أزمة الثلاثين سنة )، و في هذه الظروف تولى سيدي محمد بن عبد الله الحكم الذي نهج سياسة الانفتاح مع الأوربيين، حيث شجع المبادلات التجارية مع أوربا، و أبرم عدة معاهدات سلم و صداقة و اتفاقيات للتبادل التجاري، كما قام باسترجاع البريجة ( الجديدة ) من البرتغاليين، و بعد وفاته وقع صراع حول الحكم بين مولاي اليزيد و الأمير هشام و تدهورت الأوضاع الى أن تولى المولى سليمان الحكم سنة 1792 م، و الذي ردع الاضطرابات و الثائرين و نهج سياسة معاكسة لسابقه، حيث منع تصدير بعض المواد الأساسية، كما رفع من قيمة الرسوم الجمركية على الصادرات لتقليصها، وعلى الواردات لزيادة مداخيل الدولة، كما أقفل العديد من المراسي في وجه التجار الأوربيين، و توفي سنة 1822 م، بعد ذلك حكم مولاي عبد الرحمن الذي دعم المقاومة الجزائرية التي قادها الأمير عبد القادر الجزائري خلال تلك الفترة ضد الاستعمار الفرنسي، و عمل على الحفاظ على استقلال المغرب، لكن عدم محاربته للقرصنة جعل المغرب يقع في اشتباك مع البريطانيين والنمساويين في منطقة طنجة وأصيلة وتطوان، وفي سنة 1832 م قام بإعادة بناء مدينة مازاغان المهدومة وأعاد تسميتها بالجديدة، وفي سنة 1844 م وقعت معركة ايسلي مع الفرنسيين التي انهزم فيها الجيش المغربي، و وقع الطرفان معاهدة لالة مغنية في مارس 1845م، تضمنت عدة شروط لتسوية مسألة الحدود بين المغرب والجزائر، وتوفي مولاي عبد الرحمان سنة 1859 م، و خلفه محمد الرابع حيث وقعت في عهده حرب تطوان ضد اسبانيا انتهت باحتلال تطوان، و ابرام معاهدة صلح سنة 1860م نصت على عدة شروط أهمها دفع غرامة مالية لإسبانيا، و توفي السلطان سنة 1873 م، و خلفه الحسن الأول الذي قام بالعديد من الاصلاحات من أجل توحيد البلاد و استقرارها، كما تمكن من صد الاطماع المتزايدة للأوروبيين. و تم الاعتراف في مؤتمر مدريد سنة 1880 م بعدم تبعية المغرب لأية دولة أجنبية، و توفي مولاي الحسن الأول سنة 1894 م .
تعليقات
إرسال تعليق