تاريخ المغرب بالصور

تاريخ المغرب 

تاريخ المغرب منذ ما قبل التاريخ الى عصرنا الحالي بالصور

المغرب في عصور ما قبل التاريخ :

المغرب في العصر الحجري القديم :

برزت الحضارة الأشولية بالمغرب حوالي مليون سنة و قد تم اكتشافات عدة أدوات حجرية خاصة بهذه الحضارة على سبيل المثال حجر معدل، و حجر دو وجهين بمواقع مدينة الدار البيضاء الشهيرة مقلع طوما و أولاد حميدة، و موقع سيدي عبد الرحمان.

المغرب في العصر الحجري الأوسط :

شهد المغرب في هذه الفترة الزمنية ظهور الحضارة الموستيرية حوالي 200.000 و 30.000 سنة ق.م،  و من أهم المواقع التي عتر عليها و التي تعود إلى هذه الفترة نجد موقع  جبل ايغود، و مغارات دار السلطان ومغارة الهرهورة والمناصرة، ومواقع تافوغالت و غفص و إفري نعمار، و قد تم العثور على أدوات حجرية من مكاشط و أدوات مذنبة .

المغرب في العصر الحجري الأعلى :

ظهرت حضارة أخرى بالمغرب و هي الحضارة الاييروموريزية حوالي 21.000 سنة ق.م، و تعتبر مغارة تافوغالت والتي تقع في نواحي مدينة وجدة، أهم مواقع هذه الفترة بالمغرب، كما تميزت هذه الفترة بتطور كبير في الأدوات الحجرية والعظمية.

المغرب في العصر الحجري الحديث :

عرف المغرب في هذه الفترة الزمنية  الحضارة الايبروموريزية حوالي 6000 سنة ق م،  و اشتهرت بظهور الزراعة واستقرار الإنسان وتدجين الحيوانات وصناعة الخزف واستعمال الفؤوس الحجرية، بحيث وجد علماء الآثار المغاربة و الأجانب عدة مواقع مثل كهف تحت الغار وغار الكحل ومغارات الخيل ومقبرة الروازي الصخيرات.

المغرب في عصر المعادن :

ظهرت الحضارة الجرسية و حضارة عصر البرونز بالمغرب حوالي 3000 سنة ق.م، ومن أهم ما ميز هذه الحقبة الزمنية  استعمال معدني النحاس و البرونز في صناعة الادوات التي كان يستخدمها الانسان المغربي في تلك الفترة كأدوات الصيد .

المغرب في العصر القديم :

الفينيقيون في المغرب :

قام الفينيقيون بالمجيء من فينيقيا ( لبنان الحالية ) الى المغرب القديم بهدف التجارة مع الأمازيغ السكان الأصليين للمغرب، حوالي القرن 15 قبل الميلاد، وقد عمل الفينيقيون على تأسيس عدة مراكز تجارية بالمغرب القديم كمدينتي طنجيس و ليكسوس.

القرطاجيون في المغرب :

أبحر القرطاجيون من قرطاج  ( تونس الحالية ) الى المغرب القديم بهدف التجارة مع الأمازيغ مثل ما فعل الفينيقيون، وكان ذلك حوالي القرن 12 قبل الميلاد، كما قاموا بإنشاء عدة مراكز تجارية مثل روسادير و سلاكولونيا، وقد كان القرطاجيون يتاجرون مع الأمازيغ بطريقة غريبة سميت بالتجارة الصامتة، حيث كان القرطاجيون ينزلون بضائعهم على الشاطئ ثم يعودون الى سفنهم و يقومون بإشعال النار لإشعار الأمازيغ بقدومهم، وعند حضور الامازيغ يضعون كمية من الذهب بجانب البضائع و يبتعدون، ثم يعود التجار القرطاجيون فيفحصون كمية الذهب فإذا رضوا بها حملوها وانصرفوا، ثم يأتي الأمازيغ مرة أخرى و يأخذون البضائع القرطاجية.

الممالك الأمازيغية و مقاومة الرومان :

قدم الرومان من الامبراطورية الرومانية ( ايطاليا حاليا )، الى المغرب القديم الذي أسس فيه الأمازيغ عدة ممالك وهي  نوميديا و موريطانيا.

فالبنسبة لنوميديا حكمها عدة ملوك مثل ماسينسا و ماسيبسا و يوغرطة و همبسال و جوبا الأول.

أما موريطانيا فحكمها عدة ملوك أبرزهم باخوس الأول ثم انقسمت بعد وفاته الى موريطانيا القيصرية بقيادة باخوس الثاني و موريطانيا الطنجية بقيادة بوغود، و توحدت على يد جوبا الثاني ثم بطليموس.

و بسبب الثروات التي يزخر بها المغرب قام الرومان باحتلاله بعدما اغتال الامبراطور كاليكولا الملك الأمازيغي بطليموس، وقد قام الرومان بإعادة تهيئة العديد من المدن الأمازيغية مثل ( تنجيس و تاموسيدا و بناصا و تامودا  و واليلي و شالة )، لكن الأمازيغ قاوموا هذا الاحتلال بشكل كبير، مثل ثورة ايدمون و ثورة دوناتوس و ثورة موريطانيا الطنجية حتى تمكنوا من الحصول على الاستقلال سنة 429 م.

الوندال في المغرب :

قدم الوندال من سواحل البلطيق الى المغرب حيث دخلوا لطنجة و سبتة وخربوا في طريقهم المزروعات و المباني واستولوا على أخصب الأراضي، لكن الأمازيغ قاوموهم حتى تمكنوا من اخراجهم.

المغرب في العصر الوسيط :

البيزنطيون في المغرب :

احتل البيزنطيون شمال المغرب فقط و ذلك بسبب مقاومة الأمازيغ لهم، وقد احتفظ البيزنطيون بسبتة التي حصنوها و أقاموا بها أسطولا لحراسة الشواطئ المؤدية الى جبل طارق، أما بالنسبة لباقي المناطق المغربية فليست هناك معلومات تاريخية عنها في هذه الفترة.

الاسلام في المغرب :

بدأت الفتوحات الاسلامية منذ عهد الرسول (ص) و بعده الخلفاء الراشدون ثم الدولة الأموية، حيث واجه المسلمون صعوبات كثيرة في ادخال الاسلام للمغرب، و ذلك بسبب شجاعة و قوة الأمازيغ، كما أن بعض الولاة العرب لم يحسنوا معاملة الأمازيغ، ونجد أيضا وعورة أراضي المغرب، خاصة سلسلة جبال الأطلس.

وقد وصل الفاتح عقبة بن نافع الى المغرب حتى وصل لسواحل المحيط الأطلسي، ثم جاء بعده الفاتح حسان بن النعمان الذي قام بوضع الأسس للنظام السياسي والإداري والعسكري والثقافي للمغرب الاسلامي، ثم وصل الفاتح موسى بن نصير الذي أكمل فتح المغرب و وصل للأندلس ( اسبانيا و البرتغال حاليا ) عن طريق القائد طارق بن زياد،  و هكذا دخل الاسلام للمغرب، و أصبح أغلب الأمازيغ مسلمين الا فئة قليلة بقيت على دين المسيحية و اليهودية و الوثنية.

إمارة بنو صالح في نكور :

تعتبر إمارة نكور أول إمارة إسلامية بالمغرب،, ذات المذهب السني،  وقد ظهرت هذه الامارة منذ سنة 744 م على يد صالح بنو منصور المعروف بالعبد الصالح الذي نزل بمنطقة تمسامان في الريف. وانتهت هذه الإمارة سنة 1019 م .

إمارة برغواطة بالمغرب :

تأسست هذه الامارة من قبل أمازيغ مصمودة المتواجدين ما بين مدينة سلا و أسفي بقيادة صالح بن طريف المطغري، الذي ادعا النبوة و قام بإحداث قرآن بالأمازيغية يضم 80 سورة مثل سورة أيوب و يونس و فرعون و قارون و هامان  و ياجوج و ماجوج و نمرود و غرائب الدنيا، و أضاف طقوس جديدة مثل التزوج بعدد غير محدود من النساء، و الاستشفاء ببساق الأولياء، و الامتناع عن أكل البيض و رأس السمك و لحم الديك، و صيام يوم الخميس من كل أسبوع، و صيام شهر رجب بدل شهر رمضان، و إقامة عشر صلوات في اليوم، و ليس في صلاتهم أذان، و عاملوا بقسوة قطاع الطرق و اللصوص، وقد حكم البرغواطيون منطقة تامسنا مدة تفوق 300 سنة.

إمارة بني مدرار في سجلماسة :

ظهرت هذه الامارة في الجنوب الشرقي للمغرب واتخذت من مدينة سجلماسة عاصمة لها، عمرها أمازيغ مكناسة، وكان عيسى بن يزيد الأسود أول حاكم لها، و تلاه أبو القاسم سمكو، ثم  أبي منصور اليسع بن أبي القاسم الذي عرفت الامارة توسعا كبيرا في عهده، ثم تولى مدرار الحكم، وقد لعبت مدينة سجلماسة دورا كبيرا في تجارة القوافل، كما بسطت نفوذها على عدة مناطق مثل درعة و أغمات و أحواز فاس، و انتهت هذه الامارة سنة 977 م .

إمارة بنو عصام في سبتة 

أسسها أمازيغ استقلوا بمدينة سبتة، بحيث كان يستقر بها العرب، فقد قام ميسرة سنة 740 م بتهديمها وتشريد اهلها واستمرت كذلك إلى حين استقرار ماجكس أحد كبار مجكسة ونسبت اليه و أعاد بناء سبتة سنة 750 م، وبويع بالإمارة عليها وأطاعته كامل قبائل غمارة، وقد استمر في الإمارة عليها مع بنيه إلى سنة 804 م، فبايع خلالها امراء سبتة ادريس الثاني واستمروا بالولاء له مع تقديم مقدار قليل من الخراج وانتهت دولة بني عصام سنة 931 م بعد ان ملكها عبد الرحمن الناصر الأندلسي فتنازل له الرضي بن عصام اخر ملوكها عنها له.

دولة الأدارسة بالمغرب :

أسسها إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص)، حيث فر من معركة فخ بمكة، التي نشبت بين العباسيين و العلويين، و قد وصل إدريس الى المغرب و بالضبط بمنطقة واليلي قرب مكناس، حيث استقبله رئيس قبيلة أوربة الأمازيغية، وتمت بيعته و هكذا تأسست أول دولة اسلامية بالمغرب، و بدأ ادريس الأول بتوسيع البلاد، لكنه تعرض للاغتيال من طرف شخص يدعى بسليمان بن جرير الشماخ، الذي أرسله الخليفة العباسي هارون الرشيد لهذا الغرض سنة 793 م.

وتولى الحكم بعده ابنه ادريس الثاني و الذي قام ببناء مدينة فاس و جعلها عاصمة للدولة، ثم خلفه ابنه محمد بن ادريس الذي قسم المغرب بين إخوته بموافقة جدته كنزة، مما تسبب في ضعف الدولة، و في عهد يحيى بن عمر قامت فاطمة الفهرية ببناء جامع القرويين الذي يعتبر أول جامعة في العالم، كما قام الأدارسة ببناء مدن أخرى مثل البصرة و جراوة و قلعة حجر النسر و ميدلت، وبسبب المشاكل الداخلية وقعت الدولة في يد حكم المروانيين الأمويين سنة 974 م ، حيث قبضوا على الحسن الحجام أخر حكام الأدارسة.

دولة مغراوة بالمغرب :

بعد سقوط الأدارسة تدهورت الأوضاع بشكل كبير بسبب التنافس بين المروانيين و العبيديين على المغرب، و في ظل هذه الأوضاع ظهر المغراويون الزناتيين تحت قيادة زيري بن عطية سنة 1001 م، حيث بسطوا نفودهم على فاس و شمال المغرب،  وقاموا بتأسيس مدينة تازة و وجدة، وكان من حكامهم المعز بن زيري و حمامة بن المعز و أبو كمال تميم بن زيري و الفتوح بن دوناس، وبعد عدة معارك وضع المرابطون حدا لهذه الدولة سنة 1070 م.

دولة المرابطين بالمغرب :

تأسست دولة المرابطين على يد عبد الله بن ياسين، حيث جمع أنصاره اللمثونيين برباط على مصب نهر السينغال، وبدأ بالجهاد حيث فتح أودغشت و سجلماسة و درعة ثم استولى على تارودانت التي كانت تتبع المذهب الشيعي، ثم أخد أغمات و تادلة، و بعد وفاته سنة 1049 م خلفه أبو بكر بن عمر الذي ولى ابن عمه يوسف بن تاشفين في الشمال، و طلق زوجته السيدة زينب النفزاوية بموافقتها بسبب رغبته في اخماد عدة فتن بالصحراء، و نصحها بالزواج من يوسف بن تاشفين، و عند رجوعه ترك حكم المغرب لابن عمه، وهكذا أصبح بن تاشفين أميرا على المغرب سنة 1061 م، حيث قام ببناء مدينة مراكش و جعلها عاصمة للدولة، وكون جيشا كبيرا و بفضله فتح مدن فاس و فازاز و طنجة ثم سبتة و وجدة و تلمسان، ثم اتجه صوب الأندلس لمساعدة المسلمين هناك ضد المسيحيين ( مملكة قشتالة و نافارا و أراغون )، حيث وقعت معركة الزلاقة التي انتصر فيها المسلمون، وهكذا وحد يوسف بن تاشفين المغرب و الأندلس، و توفي سنة 1106م، حيث خلفه ابنه علي بن يوسف، ثم تاشفين بن علي ثم اسحاق بن علي الى أن سقطت الدولة على يد الموحدين سنة 1146 م.

دولة الموحدين بالمغرب :

قام محمد بن تومرت الملقب بالمهدي بتأسيس المذهب الموحدي و جمع أنصاره المصامدة بقرية تينمل، و أسس مجالس تنظيمية ( مجلس العشرة و مجلس الخمسين و مجلس السبعين )، وهكذا أطلق الدعوة لمحاربة المرابطين الى أن توفي سنة 1130 م، حيث خلفه تلميذه عبد المؤمن بن علي الكومي، الذي استحوذ على المغرب الأقصى ( المغرب ) حيث استولى على مدينة مراكش سنة 1146 م و قضى على المرابطين، ثم اتجه للمغرب الأوسط ( الجزائر)، ثم الى افريقية ( تونس ) و المغرب الأدنى ( ليبيا )، ثم اتجه الى الأندلس، وهكذا استطاع توحيد بلاد المغرب العربي و الأندلس، و توفي سنة 1163 م، وخلفه ابنه يوسف بن عبد المؤمن الذي قام ببناء جامع اشبيلية الأعظم و قصبتها في الأندلس، و بوفاته خلفه أبو يعقوب يوسف ثم يعقوب المنصور الذي انتصر على المسيحيين في معركة الأرك سنة 1195 م، و قام هذا الأمير ببناء مدينة الرباط وبنى مسجد سلا الكبير و جامع حسان و الجامع الأعظم بمراكش و صومعة الكتبية، ثم خلفه محمد الناصر الذي قام بتجديد و ترميم عدة مدن مثل وجدة و مليلية و بادس، و في عهده  انهزم المسلمون ضد المسيحيين في معركة العقاب سنة 1212م، هذا الحدث الذي أضعف الدولة الموحدية و جعل الأندلس بأيدي النصارى، وبوفاته خلفه يوسف المستنصر الذي بدأت الدولة تضعف في عهده،  حيث سقطت إفريقية في يد الحفصيين، و المغرب الأوسط بيد بني عبد الواد، وبني الأحمر جنوب الأندلس، وهكذا تدهورت الأوضاع بالمغرب بشكل كبير بعدما بويع حكام ضعاف، الى أن سقطت الدولة في يد المرينيين سنة 1269 م.

دولة المرينيين بالمغرب :

يرجع أصل المرينيين لقبيلة زناتة الأمازيغية و قد استقروا شرق المغرب، و عندما ضعفت الدولة الموحدية بدأوا بالتوسع تحت قيادة عبد الحق بن محيو ثم أبناؤه  أبو سعيد عثمان و أبو معرف محمد ثم أبو بكر وبعد معارك كبيرة مع الموحدين تخلصوا منهم سنة 1269 م، وهكذا أسس المرينيون دولتهم بالمغرب على يد يعقوب بن عبد الحق واستطاع أبي يوسف توحيد معظم بلاد المغرب و قد حاول المرينيون استرجاع الأراضي التي فقدت في الأندلس لكن دون جدوى،    و في عهد أبو يعقوب يوسف ثم القضاء على الثورات ، و بدأ الاحتفال بعيد المولد النبوي في جميع مناطق المغرب، ثم خلفه عدة ملوك مثل أبو الحسن علي بن عثمان الذي انهزم ضد المسيحيين بالأندلس في معركة طريف سنة 1340 م،   و في عهده ثم انشاء عدة مدارس بالمغرب كمدرسة الصهريج و المدرسة المصباحية بفاس و المدرسة الجديدة بمكناس و مدرسة الطالعة بسلا، بالإضافة الى المارستانات و الحصون و الأبراج و الزوايا و بعد حكم أبو عنان فارس بدأت الدولة تدخل مرحلة الضعف بسبب الصراع حول الحكم، و في عصره ثم بناء أجمل مدارس بني مرين و هي المدرسة البوعنانية، كما ازدهرت الحياة الفكرية و العلمية،  وفي عهد أبي سعيد عثمان تعرضت مدينة سبتة للاحتلال من طرف البرتغال سنة 1415 م، ثم أخدوا القصر الصغير سنة 1458 م و أنفا سنة 1468 م، و أصيلا و طنجة سنة 1471م،   و هكذا ثار أهل المغرب ضد المرينيين وانتهت هذه الدولة بعد مقتل اخر ملوكهم عبد الحق بن أبي سعيد سنة 1464 م .

المغرب في العصر الحديث :

دولة الوطاسيين بالمغرب :

يرجع أصلهم أيضا الى قبيلة زناتة و قد كانوا وزراء للمرينيين، حيث استقروا بمنطقة الريف، و قد تأسست دولتهم على يد محمد الشيخ الوطاسي سنة 1472 م، ففي ظل هذه الأوضاع استطاع الاسبان احتلال مدينة مليلية سنة 1496 م،    و مدينة أكادير سنة 1505 م، السنة التي توفي فيها محمد الشيخ و خلفه ابنه أبو عبد الله الملقب بالبرتغالي بسبب أنه كان رهينة لدى البرتغال في صغره، وفي عهده احتل البرتغال مدينة أسفي سنة 1507 م و أزمور سنة 1513م  و المعمورة سنة 1515 م، وفي هذه الفترة بدأ تحرك السعديين، وتم الاتفاق على تقسيم المغرب، لكن السعديين استغلوا ضعف الوطاسيين و استولوا على فاس، على اثر ذلك قام أبو حسون الوطاسي بالفرار للجزائر وطلب مساعدة الأتراك لكن السعديين قتلوا ابو حسون في معركة فاصلة بتادلة وهكذا سقطت الدولة الوطاسية سنة 1545 م.

دولة السعديين بالمغرب :

انطلق السعديون من جنوب المغرب، ويرجع أصلهم من بني سعد التي تنتمي اليها حليمة السعدية مرضعة الرسول (ص)، و قد تمت بيعة محمد القائم سنة 1510 م بسوس حيث هاجم البرتغاليين بأكادير، و بعد وفاته خلفه ابنه أبو العباس أحمد الأعرج الذي تمكن من قتل الخائن يحيى بن تاعفوفت الذي كان يساند البرتغاليين، و قام أبو العباس بالتوسع في مراكش، لكن وقع نزاع  بينه و بين أخيه محمد الشيخ المهدي، انتهى بانتصار المهدي الذي أخد أكادير من البرتغاليين سنة 1542 م، و قد اتخذ من مراكش عاصمة للدولة، كما استولى على عدة مناطق مثل تلمسان، و قضى على الوطاسيين، و قد تم اغتياله من قبل العثمانيين سنة 1557 م، و خلفه أبو محمد عبد الله الغالب الذي انتصر على العثمانيين في معركة وادي اللبن، كما قام بالاستيلاء على مدينة شفشاون التي كانت لبني راشد، و بعد وفاته خلفه أبو عبد الله محمد المتوكل الذي اتحد مع ملك البرتغال دون سيباستيان لمحاربة أخيه أبو مروان عبد الملك المعتصم، و هكذا وقعت معركة وادي المخازن سنة 1578 م التي انتهت بانتصار الجيش المغربي و توفي في هذه المعركة ثلاث ملوك وهم المتوكل و دون سيباستيان و عبد الملك، لهذا تسمى بمعركة الملوك الثلاثة، و تمت بيعة أحمد المنصور الذي قام بغزو الصحراء و فتح السودان سنة 1591 م و قام بجلب الذهب من هناك حتى لقب بالمنصور الذهبي، و هكذا عم الرخاء بالمغرب و تكاثرت المنشآت العمرانية  مثل قصر البديع بمراكش، و نشطت الصناعة و الحركة التجارية، كما استحدث نظام جديد للإدارة أطلق عليه اسم المخزن، و قد توفي المنصور بسبب وباء تسلط على المغرب سنة 1603 م، و هكذا بدأت الدولة السعدية تضعف بسبب كترة المشاكل و الثورات الداخلية، كما شهد المغرب توافد عدد كبير من المورسكيين ( مسلمي الأندلس ) الذين أسسوا جمهورية بسلا و اعتمدوا على القرصنة كمورد رزق، كما ظهر الدلائيون بالجنوب و العلوييون بتافيلالت و في سنة 1659 م تم قتل اخر ملوك السعديين بمراكش.

دولة العلويين الحاكمة بالمغرب :

يرجع أصل العلويين لمحمد النفس الزكية بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت رسول الله، إذ ظهر المولى الرشيد بتافيلالت سنة 1664 م، و بدأ في توحيد البلاد وهكذا قام بتأسيس الدولة العلوية، و بعد وفاته خلفه المولى اسماعيل الذي وحد المغرب معتمدا على جيش عبيد البخاري، كما اتخذ من مكناس عاصمة للدولة، كما قام بتحرير الثغور المحتلة، فتمكن المغاربة بقيادته من تحرير جل ثغور المتوسطية والأطلنتية، حيث تمكن من استرجاع المهدية سنة 1681م، والعرائش سنة 1685م، وأصيلا سنة 1690م، وطنجة سنة 1698م، و توفي المولى اسماعيل سنة 1727 م، فشهد المغرب فترة من الاضطرابات و الفوضى و المشاكل بسبب تنازع أبناءه على الحكم ( أزمة الثلاثين سنة )، و في هذه الظروف تولى سيدي محمد بن عبد الله الحكم الذي نهج سياسة الانفتاح مع الأوربيين، حيث شجع المبادلات التجارية مع أوربا، و أبرم عدة معاهدات سلم و صداقة و اتفاقيات للتبادل التجاري، كما قام باسترجاع البريجة ( الجديدة ) من البرتغاليين،  و بعد وفاته وقع صراع حول الحكم بين مولاي اليزيد و الأمير هشام و تدهورت الأوضاع الى أن تولى المولى سليمان الحكم سنة 1792 م، و الذي ردع الاضطرابات و الثائرين و نهج سياسة معاكسة لسابقه، حيث منع تصدير بعض المواد الأساسية، كما رفع من قيمة الرسوم الجمركية على الصادرات لتقليصها، وعلى الواردات لزيادة مداخيل الدولة، كما أقفل العديد من المراسي في وجه التجار الأوربيين، و توفي سنة 1822 م، بعد ذلك حكم مولاي عبد الرحمن الذي دعم المقاومة الجزائرية التي قادها الأمير عبد القادر الجزائري خلال تلك الفترة ضد الاستعمار الفرنسي، و عمل على الحفاظ على استقلال المغرب، لكن عدم محاربته للقرصنة جعل المغرب يقع في اشتباك مع البريطانيين والنمساويين في منطقة طنجة وأصيلة وتطوان، وفي سنة 1832 م قام بإعادة بناء مدينة مازاغان المهدومة وأعاد تسميتها بالجديدة، وفي سنة 1844 م وقعت معركة ايسلي مع الفرنسيين التي انهزم فيها الجيش المغربي، و وقع الطرفان معاهدة لالة مغنية في مارس 1845م، تضمنت عدة شروط لتسوية مسألة الحدود بين المغرب والجزائر، وتوفي مولاي عبد الرحمان سنة 1859 م، و خلفه محمد الرابع حيث وقعت في عهده حرب تطوان ضد اسبانيا انتهت باحتلال تطوان، و ابرام معاهدة صلح سنة 1860م نصت على عدة شروط أهمها دفع غرامة مالية لإسبانيا، و توفي السلطان سنة 1873 م، و خلفه الحسن الأول الذي قام بالعديد من الاصلاحات من أجل توحيد البلاد و استقرارها، كما  تمكن من صد الاطماع المتزايدة للأوروبيين. و تم الاعتراف في مؤتمر مدريد سنة 1880 م بعدم تبعية المغرب لأية دولة أجنبية، و توفي مولاي الحسن الأول سنة 1894 م .

المغرب في الفترة المعاصرة :

بعد وفاة الحسن الأول خلفه المولى عبد العزيز لكنه كان صغير السن، فكان الصدر الأعظم باحماد يتكفل بتدبير شؤون الدولة، حيث توفي سنة 1900 م، و هكذا بدأت أوضاع المغرب في تدهور بسبب عدم قدرة السلطان على حكم المغرب، زيادة على انغماسه في حياة الترف وشراؤه لمختلف وسائل الشهوات بأثمنة خيالية، كما شهد المغرب عدة ثورات وتمردات كتمرد بوحمارة و الريسوني مما زاد الاوضاع تأزما، الشيء الذي جعل أهل المغرب يبايعون أخيه المولى عبد الحفيظ سنة 1908 م، في هذه الفترة بدأت فرنسا تمهد لاحتلال المغرب بعقد عدة اتفاقيات سرية مع إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا، حيث قامت باحتلال وجدة و الدار البيضاء سنة 1907 م، و هكذا سيجد السلطان نفسه مضطرا لتوقيع معاهدة الحماية مع السفير الفرنسي رينيو في 30 مارس 1912 م، و جراء دالك أخدت فرنسا وسط البلاد، بينما استولت اسبانيا على الشمال و الجنوب، بينما أصبحت طنجة مدينة دولية، و تم عزل السلطان و بويع المولى يوسف سنة 1913 م، الذي شهدت فترة حكمه العديد من الاضطراب والثورات المتكررة ضد الاحتلال الفرنسي، مثل مقاومة الهيبة بسوس و الصحراء و مقاومة موحا أو حمو الزياني بالأطلس المتوسط، الذي كبد الجيش الفرنسي خسائر كبيرة في معركة الهري سنة 1914 م، و مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي بالريف ضد الاسبان، ومقاومة عسو أو باسلام بصاغرو، وتوفي السلطان المولى يوسف سنة 1927 م.

فخلفه السلطان سيدي محمد بن يوسف ( محمد الخامس )، الذي أصبح ملكا للمغرب في زمن الحماية، و الذي ساند بشدة الحركة الوطنية و شدد على استقلال و وحدة البلاد، حيث تم تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال سنة 1944م، و هكذا قامت فرنسا بإبعاده عن الحكم و نفيه الى جزيرة مدغشقر سنة 1954 م، وثم تنصيب ابن عرفة ملكا صوريا الذي رفضه الشعب المغربي بشدة بحيث انطلقت المقاومة الشعبية و العمليات الفدائية للحركة الوطنية أبرزهم محمد الزرقطوني و علال بن عبد الله، بالإضافة الى المظاهرات  المطالبة بعودة محمد الخامس ( ثورة الملك و الشعب ) الذي أعادته فرنسا سنة 1955 م، و بعد مفاوضات ايكس ليبان استرجع المغرب استقلاله سنة 1956 م، و توفي الملك محمد الخامس سنة 1961 م.

و خلفه ابنه الملك الحسن الثاني الذي أكمل استرجاع باقي مناطق المغرب، حيث قام باسترجاع إقليم طرفاية سنة 1958م، وفي سنة 1969م ثم تحرير مدينة سيدي إفني، و في سنة 1975 م تم تنظيم المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية 1975 م، ثم تحرير وادي الذهب سنة 1979 م، كما بدأ في بناء الدولة المغربية العصرية، حيث وضع الدستور سنة 1962 م، وفي هذه الفترة وقعت أحداث سميت بسنوات الرصاص، و انقلاب الصخيرات و محاولة انقلاب أوفقير، كما قام الحسن الثاني بتحديث الاقتصاد، و قام ببناء أكبر مسجد في افريقيا بمدينة الدار البيضاء و الذي أطبق عليه اسمه سنة 1986 م، كما وقع على معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي سنة 1989 م، كما ترأس لجنة القدس، و توفي الملك الحسن الثاني سنة 1999 م.

المغرب في العصر الراهن :

اعتلى الملك محمد السادس العرش في 23 يوليوز 1999م، و قد قام بالعديد من الانجازات التي لا تعد و لا تحصى، حيث قام ببناء دولة حديثة ديمقراطية و اجتماعية، إذ قام بتطوير الاقتصاد المغربي و كذا البنية التحتية، و قام بإنشاء العديد من المؤسسات في مختلف المجالات، و حسب دستور سنة 2011 م فإن نظام الحكم بالمغرب هو نظام ملكي دستوري ديمقراطي برلماني و اجتماعي، كما يعتبر الملك أميرا للمؤمنين و الممثل الأسمى للأمة، ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها، وهو حامي حمى الملة و الدين والساهر على احترام الدستور، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات وهو الضامن لاستقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة،  كما يرأس الملك المجلس الوزاري ، و يعين رئيس الحكومة من الحزب المتصدر للانتخابات، وبناء على طلب الأخير يقوم بتعيين أعضاء الحكومة، و يرأس المجلس الأعلى للسلطة القضائية، كما يعين رئيس المجلس الدستوري، و هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، كما عمل على انهاء النزاع في الصحراء المغربية حيث اقترح مبادرة الحكم الذاتي في الأمم المتحدة و التي لقيت ترحيبا كبيرا من دول العالم، و سعى منذ بداية ولاية حكمه إلى المصالحة مع الضحايا بإطلاق هيئة الانصاف و المصالحة للتحقيق في التجاوزات التي ارتكبت باسم الدولة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، و يترأس الملك محمد السادس نصره الله مؤسسة محمد الخامس للتضامن وأطلق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإنعاش الشق الاجتماعي، التي تهدف الى محاربة الفقر والتمييز والبطالة، وعدم المساواة بين فئات الشعب المغربي، بالإضافة الى تدشين مشاريع جديدة مثل مشاريع البنية التحتية في كافة المدن المغربية، و الاهتمام بالطاقات المتجددة الصديقة للبيئة، كما ساهم في عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي سنة 2017م، وقيامه بتنظيم العديد من المؤتمرات الدولية كمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 22 ومؤتمر الهجرة واللجوء وغيرهما، و دشن سنة 2019 بداية القطار السريع الأول افريقيا الذي يربط بين مدينة طنجة و الدار البيضاء، و يساهم بإطلاق عدة مشاريع لتأهيل جهات المملكة المغربية الى يومنا هذا، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم سنة 2020 م بسبب انتشار وباء كورونا و وصوله للمغرب، أعطى الملك تعليماته بإحداث صندوق مكافحة كورونا حيث تبرع ب 200 مليار سنتيم لهذا الصندوق الذي خصص لدعم القطاع الصحي و القطاعات الاقتصادية المتضررة و فئات المجتمع الفقيرة و الهشة و المتوقفة عن العمل و أطلق الحملة الوطنية للتلقيح  بالاضافة الى الاشراف على تطبيق النموذج  التنموي الجديد .

المصادر و المراجع :

باللغة العربية :

• ابن عبد الحكم. فتوح إفريقية و الأندلس
• البلاذري. فتوح البلدان
• ابن عداري. البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب
• ابو عبيد الله البكري. المسالك و الممالك
• ابن خلدون. تاريخ ابن خلدون
• الناصري. الاستقصا
• الطبري. تاريخ الطبري
• شامبيون, المغرب و مدنه الأثرية
• ابن زيدان. اتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس
• الجزنائي. زهرة الأس
• ابن الزبير. الصلة
• حسن أحمد. قيام دولة المرابطين
• مجهول. الحلل الموشية
• المراكشي, المعجب
• القلقشندي. صبح الأعشى
• ابن غازي. الروض الهتون
• الحميري. الروض المعطار
• صالح عبد الحليم. الأنيس المطرب بروض القرطاس
• ابن ابي زرع. الذخيرة السنية
• البيدق. تاريخ المهدي بن تومرت
• ابن الأحمر. روضة النسرين في دولة بني مرين
• ابن بطوطة. رحلة ابن بطوطة
• ابن عسكر. دوحة الناشر
• ابن غازي. الروض الهتون
• الافرني. نزهة الحادي
• البادسي. المقصد الشريف
• الحسن الوزان. وصف افريقيا
• الضعيف. تاريخ الدولة السعيدة
• نحمد داوود. تاريخ تطوان
• عبد العزيز بن عبد الله. المقاومة بالمغرب

باللغات الأجنبية :

• Gautier . Le passé de l’Afrique du nord
• Bruno Verlet. Le Sahara
• Bousquet. Les Berbéres
• Champion. Le Maroc et Ses Villes d’art
• Chapeline. La Maroc des Romains
• Terrasse. Histoire du Maroc
• Ch.A .Julien. Histoire de l’Afrique
• Albertini Eugéne. L’Afrique Romaine
• Delafoss. Les relation du maroc avec sudan
• Castonnet. Les portogais au maroc